لقاهرة - أحمد محمد
إلقاء القبض على المطرب جورج وسوف في استكهولم، بعد ما نشر عن ضبط الشرطة بحوزته30 غراماً من مخدر الكوكايين، ثم سرعان ما ظهر أن وراء الحادث خلافات بين متعهدي حفلات يتنافسون على حفلات جورج, وأن الكوكايين الذي ضبط لم يكن أصلا بحوزة «وسوف» إنما مع لبناني تربطه علاقة بتنظيم الحفلات.. الخبر أثار ضجة كبيرة في الوسط الغنائي في مصر، مواكبة لتلك التي حدثت في لبنان, وأعادت إلى السطح الصخب الإعلامي الذي تثيره هذه القضايا، وعما إذا كان السبب وراءها التشهير بالنجوم من خلال «كشف المستور» عنهم، أم هي محاولة للحد من تضخم إحساس الفنان وأن شهرته ونجوميته تجعلانه فوق القانون.. عن هذه القضية نرصد آراء الوسط الغنائي من لبنان ومصر.. هل هؤلاء النجوم ضحية الشهرة والنجومية أم أنهم يتعاملون بمنطق التعالي على القوانين؟
بكل التعاطف تشير المطربة «رولا سعد» إلى أن براءة سلطان الطرب «وسوف» من هذه التهمة واضحة منذ البداية, هذه القناعة توصلت إليها من تتابع أحداث القضية، فأغرب ما يتبادر إلى الذهن هو كيف علمت الشرطة بوجود كمية من المواد المخدرة في غرفة «جورج وسوف» إلا عن طريق شكوى كيدية؟ ولا اعتقد أن مطرباً في حجم «وسوف» وتاريخه ينزلق إلى إقحام نفسه في نوعية من هذه القضايا، بالتالي لابد من الاعتراف بأن الشهرة لها ضريبة غالبا ما يدفعها الفنان على حساب سمعته, وسبق للعديد من مشاهير النجوم أن تعرضوا لمثل هذه المواقف السخيفة، ولا يبقى أمام الفنان سوى الخروج منها سريعاً والتركيز على فنه، وأعتقد أن فناناً في حجم «جورج وسوف» ومكانته سوف يتجاوز هذه الأزمة، كما نجح في الخروج بصلابة من مواقف أصعب.
تتفق المطربة «ماريا» مع الرأي مضيفة: ملابسات القضية غريبة وتتجه إلى الإيحاء بأن الحادث كله مدبر, خصوصا أن إلقاء القبض على «وسوف» تم بينما حفله كان على وشك البدء وهو ما يضيف مزيداً من الدهشة والحيرة على ملابساتها, أيضا من البديهي أن يثير تواجد مطرب يمتلك نجومية «وسوف» في أي مكان الشائعات والأقاويل. لكني أرفض –تماما- ما يذكر عن كون الفنانين فوق القانون: لأنه لا أحد فوق القانون، كلنا في النهاية بشر نخضع للنظم والقوانين نفسها، بدليل عدد الشخصيات التي نالت العقاب على جرائم ارتكبتها.
لكن عامل الشهرة يثير دائما اهتمام وسائل الإعلام إلى درجة قد تصل إلى المبالغة أحيانا.
يؤيد المطرب خالد سليم مؤكدا: لا أحد فوق القانون، لكن أحيانا يحاول بعضهم تحقيق شهرة على حساب النجوم بالادعاء والافتراء عليهم, وهذا يحدث لكثير من النجوم منهم أنا,إذ تعرضت لذلك حين اتهمني أحد أفراد الأمن بأني تعديت عليه بالسب والضرب من دون وجود أي أساس للواقعة, فقد تربيت على مبادئ وقيم من الصعب الخروج عليها, للأسف البعض يستغل وجود الفنان في حدث ما ليكيلوا له الاتهامات لكسب مزيد من الشهرة، أعتقد أن فناناً في حجم «جورج وسوف» سيمر من هذه الأزمة وسيبقى في قلوبنا «سلطان الطرب».
المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم اختار وسيلته الخاصة للتعبير عن أسفه على ما حدث لمطربه المفضل «جورج وسوف»، وأضاف: ربطتني علاقة وطيدة به بعد زيارتي له في لبنان، وأصبح «أبو وديع» من أقرب الأشخاص إلى قلبي, ذهبت لزيارته في أحد مستشفيات لبنان ولم أجده, بعدها فوجئت بمكالمة هاتفية منه دعاني خلالها إلى منزله. بقيت يوماً كاملاً لا أستطيع تذوق الطعام حزنا على صديقي, وأنا احتفظ بصورة كبيرة تجمعني «بجورج» معلقة في المقهى الذي يحمل اسمي «شعبولا»، وقررت أن أبقى ممتنعاً عن الطعام حتى انتهاء الأزمة التي يمر بها صديقي ومطربي المفضل.
المطربة «جنات» ترى أنه من الخطأ تصور وجود أحد فوق القانون, فالفنان في النهاية بشر، حين تابعت ما حدث لسلطان الطرب حزنت جداً, لكني أحسست بشيء مريب يحيط بالواقعة, وبدأ الحادث مدبرا, عندها قفز السؤال إلى ذهني..
هل كتب على الفنان دفع ضريبة الشهرة والنجومية من سمعته على رغم سعيه الدائم إلى إمتاع جمهوره بالفن الراقي؟ هل يصبح جزاء هذا الشخص الزج به في السجون؟ لا أعتقد أن هذا ما يستحقه مطرب كبير مثل «جورج وسوف».
أخيرا يؤكد الناقد الفني أحمد السماحي أن الإعلام العربي يسعى إلى تهويل ما يحدث للنجوم مروجا لفكرة أنهم فوق القانون ويستغل حقيقة أن أخبار الوسط الفني تحظى باهتمام شريحة كبيرة من القراء والمشاهدين, وخير دليل على ذلك انتشار إشاعة طلاق نانسي عجرم بعد أيام قليلة من زواجها. هذا لا يعفي الفنان من لزوم توخي الحذر والابتعاد عن مواطن الشبهات, لكني أتصور أن فناناً مثل «جورج وسوف» قادر على تخطي هذه الأزمة.