جريدة الرأي
مشوارها الغنائي بدأ مع مطلع السبعينات تنقلت خلاله بين كبار الملحنين والشعراء مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب قال عنها الشاعر أحمد رامي وهو على فراش المرض: إنه شرف لي أن أنهي حياتي الفنية بصوت كصوت ميادة الحناوي.
إنها المطربة ميادة الحناوي التي احتلت مكانة مميزة ورائعة وسط عمالقة الغناء ونجحت في تثبيت اقدامها بقوة في غضون فترة زمنية قصيرة تعاونت خلالها مع كبار الملحنين والشعراء في مصر وجميع الأقطار العربية .
عبرت عن سعادتها لاختيار المطرب العراقي كاظم الساهر لها في دويتو عن بغداد مدينة الحب والحزن بعد غياب طويل تجاوز السبعة أعوام لم تقم خلالها بأية زيارات للقاهرة ولهذا السبب كما تقول تنوي الاستقرار بضعة أسابيع بهدف الانتهاء بشكل كامل من تسجيل كل أغنيات ألبومها الجديد حيث يتبقي لها أغنية واحدة لم تقم بتسجيلها حتي الآن وتتعاون فيها مع الملحن وليد سعد .
الحناوي تعود بهذا الالبوم للساحة الغنائية بعد خمس سنوات منذ اشتعال الخلافات بينها وبين منتج أبوماتها محسن جابر (عالم الفن) مما أدي لتوقف التعاون بينهما طيلة هذه الأعوام حتي شهدت الأسابيع الماضية مجموعة من التطورات الجديدة كان من نتيجتها انتهاء الخلافات ومن ثم استئناف العلاقات الفنية من جديد مع ترك الحرية الكاملة لميادة في اختيار الأغنيات والألحان التي تعود بها لجمهورها وسيصدر الألبوم تحت شعار شركة مزيكا ، ومن المتوقع أن يحقق الألبوم بعد طرحه بالأسواق صدي كبيراً وردود أفعال مختلفة لدي جمهورها الكبير والمتشوق لسماع صوتها ، ومن المقرر أن تقوم ميادة الحناوي باستغلال هذه الزيارة وإحياء مجموعة من الحفلات الكبري خاصة أنها ستظهر لجمهورها بلوك جديد تماما.
وأكد علي عبد الفتاح المستشار الإعلامي لشركة عالم الفن أنه تقرر إعداد خطة فنية وإعلامية كبيرة لميادة الحناوي قبل صدور الألبوم بما يتناسب مع اسمها ومكانتها وعطائها الفني الطويل.
وقال أنه سيتم كذلك التجهيز لمؤتمر صحفي كبير لها ومجموعة من المقابلات الإعلامية والصحفية بالإضافة إلي أنه يتم دراسة مجموعة كبيرة من العروض الخاصة بجدول الحفلات الغنائية التي ستقوم ميادة بإحيائها في سيزون الصيف سواء في مصر أم بعض الدول العربية الأخري بأنه عقب إتمام الصلح بين ميادة وجابر قامت المطربة الكبيرة بإرسال أحدث أغنياتها بعنوان (بيروت) لقناة مزيكا وتم بثها بكثافة عالية خلال الفترة الماضية .
عودة الحناوي يراها النقاد ضرورة في ظل ما نعيشه من غناء متدن واصوات رديئة فوجودها هي ومن هم مثلها امر طبيعي وغير الطبيعي هو اختفاؤها طيلة هذه الأعوام وبهذا الشكل الغريب مثلها مثل الكثير من الأصوات الجميلة والقوية التي عانت الأمرين في ظل المناخ السيئ الذي نعيشه منذ أعوام للأسف طويلة .
في مطلع السبعينات من القرن الماضي قالت الشابة الصغيرة ميادة الحناوي لشقيقتها فاتن التي سبقتها إلي عالم الفن والغناء: لن أدخل الفن إلا من باب العظماء وإن لم أستطع لم أدخله علي الإطلاق .
ربما تكون اتهمتها بالغرور وربما تكون قالت: إنها مجنونة ولكن الواقع يقول: إن الأيام مضت وما قالته تحقق علي أرض الواقع فما كاد يمضي من الزمن سوي سنوات قليلة حتي تحقق ما قالته بالفعل ودخلت الوسط الفني من اوسع ابوابه وبالفعل من باب العظماء ونجحت في أن تصنع لنفسها مكانة خاصة جدا ومميزة بين عمالقة الفن وتعاونت مع أكبر وأهم الملحنين والموسيقيين في الوطن العربي ابتداء بالموسيقار الخالد رياض السنباطي الذي قال لها جملته الشهيرة وهي دون الثامنة عشرة من عمرها: أتمني أن أسمعك دون ونيس أي بدون عود وبعد انبهاره بقدراتها قدم لها الأغنيتين الشهيرتين : أشواك و ساعة زمن وتوالت الرحلة وأصبح النجاح حليفها في كل ما تقدم ففي غضون أعوام قليلة أصبحت واحدة من أهم المطربات علي الساحة الغنائية وتجاوزت شهرتها حدود بلدها سوريا لتصل جميع الأقطار العربية بعد أن كانت محطة البداية والانطلاق الأولي من مصر ، ورغم إبعادها عن مصر سنوات طويلة لاسباب نعرفها جميعا ولسنا في صدد الخوض فيها الآن فإن هذا الاستعباد لم يؤثر على مسيرتها ونجاحها في مصر بعد انتشار أغانيها وألبوماتها بشكل كبير في مصر فأصبح لها قاعدة جماهيرية ضخمة فقد نجحوا في إبعادها جسديا أنهم لم ينجحوا في إبعاد الجمهور عنها ، فأصبحت تلقب بآخر العمالقة في فن الغناء الذي لم يبق منه أحد .
لم تعش ميادة الحناوي طفولتها كما ينبغي مثل بقية الأطفال حينما حضرت للقاهرة لأول مرة تحديدا عام 1977 وقدمها الأصدقاء لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي راح يعقد معها جلسات عمل مكثفة واستضافها في بيته وهو أمر لم يفعله مع أية مطربة أخري مصرية أو عربية وما قام بتجهيزه لها من ألحان تعذر ظهوره للجمهور لأسباب تباينت الآراء حولها وكانت الانطلاقة الأولي مع الموسيقار محمد الموجي الذي قدم لها لحنين الأول (اسمع عتابي) كلمات الشاعر محمد حلاوة والثاني (يا غائبا لا يغيب) كلمات الشاعر فاروق شوشة وآخر لحن قدمته في منتصف التسعينات كان لحن(جبت قلب منين) آخر ألحانه علي الإطلاق ، وبالطبع أدت هذه الآراء من قبل عمالقة الفن في تحقيق مزيد من الشهرة الطاغية لها ويه لم تتجاوز العشرين من عمرها ورغم كل هذه الشهرة وصرخات الإعجاب و الآهات والإطراءات وفلاشات الكاميرات التي راحت تلاحقها في كل مكان أينما ذهبت فلم تصب ميادة الحناوي بالغرور بل كلما تضاعفت شهرتها ازدادت تواضعا .
مع بليغ حمدي ورغم الشهرة التي حققتها وهي في هذه السن الصغيرة فإنها ظلت تحلم بلقاء الموسيقار بليغ حمدي وتحقق الحلم عام 9791عن طريق صبحي فرحات وكانت بدايتها الحقيقة معه بلحن (الحب اللي كان) التي كانت السبب الحقيقي لانتشارها وشهرتها الطاغية في مصر وجميع الأقطار العربية حيث نفذت ست طبعات 300 ألف نسخة من الألبوم الذي تضمن هذه الأغنية ومعها أغنية (أنا أعمل إيه) وهو رقم لم يتحقق كثيرا قبل هذا الألبوم وتوالت من بعدها اللقاءات الفنية بين ميادة وبليغ حمدي في العديد من الاغاني مثل (فاتت سنة) و (حبينا واتحبينا) و (سيدي انا) و(مش عوايدك) وبالطبع رائعة (أنا بعشقك) التي احدثت انقلابا فنيا غير مسبوق وقت صدورها وتعد حتي الآن من اهم اغنيات مطربتنا .
وكان آخر لقاء جمعها ببليغ حمدي اغنية (عندي كلام) التي لحنها لها قبل رحيله بأسبوع واحد وقبل دخولها الاستوديو لتسجيلها بلغها نبأ رحيله وأصابتها حالة نفسية سيئة استمرت فترة طويلة لكونه يعد أهم الموسيقيين علي الإطلاق الذي تعاونت معهم وكما تقول: تعلمت منه التواضع الشديد والحب لكل المحيطين بي .
وبعد هذا النجاح الكبير الذي حققته في غضون فترة زمنية قصيرة وتربعها على قمة الغناء العربي لسنوات ليست قصيرة أطلق عليها الصحفي اللبناني محمد بديع سربية لقب (مطربة الجيل) وانتشر اللقب بسرعة واصبح مرافقا لها اينما ذهبت وغير هذا من الألقاب الاخري وبسؤالها عما تعنيه لها هذه الالقاب ، قالت ميادة الحناوي: بصدق شديد لم تعن لي الألقاب شيئاً ولم أتمسك بها كما تفعل بعض المغنيات حتي كلمة فنانة أو مطربة ما عادت تعني لي شيئاً أحب فقط لقب (مطربة الجيل) الذي أطلقه علي الصحافي الراحل بديع سربية ودونه لا تعنيني أية ألقاب أخرى، فاهم شيء عندي حاليا هو ان اكون متوازنة بالصلاة ورضاء الخالق العظيم وحب الوالدين .
بعد ذلك لقاءات ميادة الحناوي في هذه الاثناء مع كبار الموسيقيين والملحنين حيث انها بعد انتهاء عصر الأغنية الطويلة بدأت رحلتها مع موسيقي العصر بأغان قصيرة مع المحافظة على طابعها الخاص فالتقت بالموسيقار سامي الحفناوي في مجموعة كبيرة من الأغنيات كان من ابرزها غيرت حياتي كلمات الشاعر سمير الطائر .
والتقت ايضا مع الثنائي الفني الموسيقار صلاح الشرنوبي والشاعر عمر بطيشة في البوم (انا مخلصالك) الذي كان نقلة فنية كبيرة في مشوارها الفني .
قدمت مطربة الجيل مع عمالقة الموسيقي عبر مشوارها الفني هناك مجموعة من الالبومات والاغاني الهامة من الصعب اغفالها قدمتها أيضا مع أصحاب الاسماء التي ذكرناها وغيرها من الموسيقيين والشعراء الاخرين ولعل ابرز وأهم هذه الالبومات والاغاني الهامة والناجحة: (يا شوقي وكبريائي ، و ما تجربنيش، ومهما يحاولوا يطفوا الشمس، وقاصد تسهرني، وانا مغرمة وغيرت حياتي، ونسيت الامي، وامر الهوي ونعمة النسيان وذكريات واسمع عتابي وحلو التغيير وجبت قلب منين) ، بالإضافة ل (سيبولي قلبي وارحلوا وانت تاني وانت تاني، ومين اداك الحق، وآخر رسالة وليا حق عندك، وقلبي عليك وكلام الليل، وليلة وثلج ونار، ويا اعز الحبايب وتوبة ) وغيرها من الاغاني الجميلة الرائعة التي قدمتها مطربتنا الكبيرة خلال مشوارها الفني وكان اخر البوم غنائي استقبله سوق الكاسيت لها البوم عرفوا أزاي في موسم 2004 وذلك بعد أن ظل حبيس العلب شهورا طويلة .
وتعتز ميادة الحناوي كثيرا باغنية (اول ما شفتك حبيتك) التي قامت باهدائها لزوجها مهند الذي يعمل ظابطا بالجيش السوري وكانت التقت به مصادفة في احد اللقاءات مع مجموعة من الأصدقاء وتزوجا بعد قصة حب جميلة منذ نحو ثمانية اعوام وتعيش معه حياة هادئة وبسيطة وبعد ان تذوقت معه طعم الحب الحقيقي والاستقرار الجميل قامت ايضا باهدائه اغنيتها الجميلة (حبك ما ينتهيش .. مخلوق علشان يعيش).